15‏/06‏/2011

كهرباء 24 ساعة تكفي لنجاح الحكومة

واصف عواضة
السفير 16 حزيران 2011
تألفت الحكومة بعد جهد جهيد، وإخراج متقن كان عرابه «مهندس التسويات الصعبة» الرئيس نبيه بري. وقبل أن تضع عجينها في تنورها انطلقت حفلات الزجل الاعلامي في الداخل والخارج، في اطار الفولكلور السياسي اللبناني الذي يرافق عادة تشكيل المؤسسات في الدولة.
لا يضير الحكومة الجدل السياسي والاعلامي الذي رافق ولادتها. فالمعارضة واحدة من محاسن الديموقراطية ومآثرها اذا احسن المعارضون أداءها. ولا يمكن ان يستقيم حكم في غياب المعارضة الفاعلة التي تشكل الرقيب والحسيب والمحفز للسلطة على العمل وتجنب المطبات. والقضايا اللبنانية العالقة توفر للمعارضين سيلاً من المواد الجاهزة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والمعيشية.
الا ان هذه الحكومة بالذات ستكون مكشوفة الغطاء اذا لم تحسن التصرف. وخير غطاء لهذه الحكومة هو الناس بكل شرائحهم وفئاتهم وحيثياتهم، واذا ما فقدت هذا الغطاء فلن تجد من يغطي عوراتها إذا ما تكشفت على الملأ. بيت القصيد في هذا المجال هموم الناس. وباختصار فإن قدرة هذه الحكومة على تأمين الكهرباء 24 ساعة في اليوم، سيكون كافياً لاحتضانها وتأمين الدفء لرئيسها واعضائها والراعين لها، وبالتالي قيامتها ونجاحها.
قد يبدو في هذا الطرح نوع من التبسيط للمشاكل التي يعاني منها لبنان، ولما يفترض ان تواجهه الحكومة في المرحلة المقبلة. لكن هذه الخطوة الرمزية تعني الكثير الكثير للناس في السياسة والاقتصاد والمعيشة والتنمية والبيئة والسياحة.
- في السياسة هي خطوة تعبر بالدرجة الاولى عن رغبة الحكومة في العمل وقدرتها على الإنجاز ونيل الثقة الشعبية بعد الثقة النيابية.
- في الاقتصاد توفر الكهرباء على الناس الكثير من الأموال والنفقات التي تتبدد على المولدات والاشتراكات والمحروقات، كما توفر على الدولة أكثر من مليار دولار تهدر سنوياً كخسائر في قطاع الكهرباء اذا ما احسنت الجباية وقمعت المخالفات.
- في التنمية يمكن تخفيض العجز السنوي للخزينة واستخدام المبالغ الموفرة في مشاريع انمائية يستفيد منها المواطن، فضلاً عن تحسين الأجور والرواتب للموظفين والمستخدمين.
- في البيئة يمكن خفض التلوث الناجم عن دخان المولدات في طول البلاد وعرضها.
- في السياحة يفتح التيار الكهربائي الدائم ابواباً واسعة لتشجيع هذا القطاع في كل المجالات ويشجع المغتربين على قضاء فترات أطول في ربوع بلادهم.
مرة أخرى هي خطوة رمزية في شكلها الخارجي، لكنها كبيرة في معانيها ومضامينها، وتفتح الطريق امام معالجة الكثير من الهموم الشعبية. عندها لن يلتفت المواطن إلى حفلات الزجل السياسي حول الحكومة، ولن يهمه كثيراً إذا ما كانت الحكومة حكومة بشار الاسد ام باراك اوباما. وعندها ستكون الحكومة جدياً حكومة نجيب ميقاتي الذي يفترض ان يكون نفسه طويلاً كما هي قامته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحية الافتتاح