|
القلق قاسم مشترك هذه الايام بين جميع اللبنانيين على السواء، مسؤولين وسياسيين وأحزاباً ومواطنين عاديين. وكاذب من يدّعي انه مسكون بالاطمئنان الى المستقبل. صحيح ان القلق يعيش مع اللبنانيين منذ امد طويل، لكنه بلغ حده الأقصى في هذه المرحلة. عاملان رئيسيان وراء القلق: واحد محلي على صلة بالانهيارات المتلاحقة في كل المجالات الداخلية، وآخر إقليمي نتيجة التحولات العربية، وتحديداً ما تشهده سوريا التي نعتبر انفسنا وإياها «شعباً واحداً في بلدين». الاوضاع الداخلية لا تبعث على نذر من الاطمئنان، يعزز ذلك عجز عن تشكيل حكومة تمسك بتلابيب الازمات المتصاعدة، لدرجة ان البلد سائر برعاية ربانية لن تدوم طويلا، لأن استقرار الدول والبلدان لا يتحقق بالدعاء وحده. الاوضاع مزرية في لحظة تخل وسط غياب كامل للمسؤولية الوطنية التي لا يعرف المواطنون من الذي يتحمل اوزارها في هذه الايام. ولعل ما تنشره «السفير» من مؤشرات اقتصادية يبعث فعلا على القلق الشديد، في وقت تبشر وزيرة المالية ريا الحسن بأن وزارتها تبحث عن مصادر تمويل لرواتب القطاع العام والتزامات الدولة، وهي المتراس الأخير قبل الانهيار. الاوضاع المحيطة ليست أقل بعثاً على القلق. الدول العربية التي تسند خابية لبنان عادة، هي في عالم آخر، حيث الشعوب مستنفرة والحكام يحاولون الحفاظ على عروشهم، والدول الكبرى تسعى لترتيب مستقبلها في منطقتنا الغنية بالخيرات. لكن ما يقلق اللبنانيين في هذه اللجّة هو حالة الشقيقة التوأم التي يجتمع اللبنانيون، على قلة توافقهم، على ان مستقبلها يحدد مستقبل لبنان ومصيره. فلطالما كانت سوريا على الدوام مؤثرة مباشرة في الشأن الداخلي اللبناني، من اختيار رئيس الجمهورية حتى تعيين الحجاب والنواطير، بفعل الجغرافيا السياسية والأمن والمصير المشترك. ولطالما «ناضل» لبنانيون لفصل هذه الولادة السيامية بين البلدين فلم يفلحوا، بل دفع لبنان أكلافاً عالية نتيجة ذلك. وسط هذا البحر الهائج من القلق ثمة بقعة ضوء تستند الى مصادر «مفرطة في الاطلاع والتفاؤل»، تشير الى ان تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة بلغ مراحله الأخيرة وأن ولادتها السعيدة قريبة، وهذا من شأنه ان يخفف بعض دواعي القلق الداخلي. اما القلق المتسرب من وراء الحدود فتطمئن المصادر نفسها الى ان سوريا بدأت تتجاوز أزمتها باتجاه نوع من الاستقرار يجنب لبنان احتمال الانفجار الكبير. سواء صحت هذه التوقعات أم لا، ثمة نظرية «خنفشارية» للبعض، لكنها مجدية في علم النفس، تقوم على عدم جدوى القلق. فالمشكلة التي لها حل لا ضرورة معها للقلق، اما المشكلة التي لا حل لها فلا جدوى للقلق معها. وعلى اللبنانيين ألا يقلقوا حيث لا ينفع القلق! |
29/04/2011
حيث لا ينفع القلق!
20/04/2011
جسور البطريرك
13/04/2011
بين بري ونصر الله
هذه الواقعة حضرها زائران للسيد نصر الله سأله احدهما يومها مبتسماً: لماذا هذه الشهامة؟ رد «السيد» بهدوء: «المسألة ليست مسألة شهامة. وإن استقرار الجنوب كساحة للمقاومة والتحرير أهم عندي من أي مكسب سياسي ظرفي، وهذا الاستقرار لن يتأمن ولن يتحقق التحرير إلا بصيانة البيت الداخلي، وهذه قضية اكبر من مجلس النواب والانتخابات والأرقام والحصص».
مرة أخرى بعد الانتخابات النيابية عام 2005 يُروى انه جاء الى السيد نصر الله من يطرح عليه ترشيح النائب محمد رعد لرئاسة مجلس النواب، مؤكداً دعمه وكتلته لهذا الترشيح، فرد بحزم: مرشحي ومرشح الحزب هو نبيه بري فقط لا غير.
سنوات طويلة مضت على هاتين الواقعتين وغيرهما من الامتحانات التي تعرض لها بري ونصر الله، وأمكن تجاوزها ببراعة الرجلين اللذين يحفظان جيداً امثولة «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض». ولعل الرسائل التي تبادلها الطرفان في الفترة الأخيرة عبر الأثير كانت أبلغ مثال على الدرس الذي يحفظه قائدا «أمل» و«حزب الله» واللذان تعود جذورهما السياسية الى منبع واحد.
في حديثه الأخير المتلفز، وبعد ان أفضى نصر الله بمكنونه تجاه بري و«أمل»، كاد «السيد» ان يحمد الله ويشكره على أن الطائفة الشيعية أفرزت حزبين او تيارين رئيسيين كبيرين، كي لا يحكمها حزب واحد ويطغى على ابنائها ويغرق في بحرها، وهو ما يُسعد كل عقلاء الطائفة في الجنوب والضاحية والبقاع على وجه التحديد. فقد اثبتت تجربة الحزب الواحد في كل اقطار الدنيا انها تجربة صعبة آيلة الى السقوط. ويشهد العالم العربي في هذه المرحلة فصلاً درامياً من هذه التجربة بما تحمله من معاناة ودمار ودماء. ولا شك ان تجربة «أمل» و«حزب الله» قد نجحت خلال العقدين الماضيين بفضل هذين الرجلين اللذين يتصدران قيادتهما، ووفرت على الطائفة الشيعية وعلى لبنان الكثير من المعاناة التي شهدنا فصلاً دامياً منها في أواخر الثمانينيات، حتى ليخيل للبعض ان بري ونصر الله يكملان بعضهما البعض في بلد كلبنان تحكمه الفنون السياسية على أنواعها.
وبعيداً عن العواطف والوجدانيات التي يتبادلها الطرفان في هذه الايام، يبقى الفضل الأكبر في هذا الواقع للمقاومة التي أطلقها ذلك الرجل الكبير الإمام المغيب السيد موسى الصدر، وانخرط الطرفان في صفوفها بالتتالي بعد اجتياحي العامين 1978 و1982. فهي التي وحدت الرؤى وفرضت الزواج الأبدي بين الحزب والحركة. ولولا الحياء لقلنا ان ثمة فضلاً للعدو المشترك إسرائيل، الذي لم يميز يوماً بين ابناء جلدة هذا الإمام الذي يحفظ له الشيعة على وجه الخصوص، واللبنانيون على العموم، أنه رجل الوحدة التي كانت كلفتها عالية عليه وعلى رفيقيه.
07/04/2011
حكمة الدهر
يُحكى أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال..
ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه..
ففر جواده..!!
وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر..
فأجابهم بلا حزن ـ وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟
**************************
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة..
فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد..!!
فأجابهم بلا تهلل ـ وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟
**************************
ولم تمض أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية..
فسقط من فوقه وكسرت ساقه..
وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء..!!
فأجابهم بلا هلع ـ وما أدراكم أنه حظ سيء؟
**************************
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب..
وجند شباب القرية وأعفي إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه..
فمات في الحرب شبابٌ كثر..
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد..
والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر الى ما لا نهاية في القصة..
وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد..!!
أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم , لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالص أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر..
ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب، ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون بإعتدال , ويحزنون على مافاتهم بصبر وتجمل..
لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعاده طريقًا للشقاء.. والعكس بالعكس..
إن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضى بالقضاء والقدر..
ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان..
هؤلاء هم السعداء حقاً..!!
01/04/2011
قبل أن تحترق الأصابع
|
السفير اول نيسان 2011 واصف عواضة لا يريد أحد أن يصدق أن عقدتي زياد بارود وفيصل كرامي تعطلان تشكيل الحكومة الميقاتية الجديدة. في رأي الناس أن ثمة «قطبة مخفية» وراء التأخير، ودائما تتجه الانظار الى الخارج باعتبار ان اللبنانيين أعجز من ان يشكلوا وحدهم حكومتهم «الكونية». كان مفهوما في السابق أن يتأخر لبضعة أشهر، تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري التي تصرّف الاعمال حاليا، على أساس ان فريقين متناقضين يسعى كل منهما الى تحقيق أفضل المكاسب السياسية الممكنة في تلك الحكومة. لكن من غير المفهوم أن تستنزف حكومة الفريق الواحد، كما يدعي الجميع، كل هذا الزمن والاجتماعات والاتصالات، بحجة الحصص و«الفيتوات» المتبادلة على شخصيات ووزارات توصف بالسيادية، إلا اذا كان الفريق الواحد فرقاء جمعت بينهم الضرورة. قد يكون مبررا لهذا الفريق التذرع لبعض الوقت بالتطورات العربية الساخنة التي تشهد منذ شهرين وأكثر تحولات تاريخية. إلا انه ليس من الحكمة بشيء ان يظل لبنان بلا حكومة في ظل هذه التطورات التي لا يبدو لها أفق. فما هو مطلوب من حكومة لبنان المقبلة ليس مواكبة الشأن العربي بقدر إدارة الشأن اللبناني الداخلي الذي يتهاوى شيئا فشيئا في كل الميادين الحياتية والمعيشية والادارية. ولعل القليل من التواضع يفضي الى قناعة بأن هموم العالم الآن ليست في لبنان، وبأن حكومات لبنان ليست بالفعل حكومات «كونية». أمام هذا المشهد الغامض ثمة ملاحظتان منطقيتان: الاولى، أن العقد المطروحة أمام التأليف، أو المحكي عنها على الأقل، ليست مقنعة ولا مبررة ولا مقبولة. وعلى الرئيس نجيب ميقاتي ان يعرف ان كل يوم يمر من رصيد التأليف بات يأكل من رصيده الشخصي المباشر دون غيره من القوى السياسية التي تمتلك أرصدة تتعزز لدى جماهيرها. لقد دخل ميقاتي نادي رؤساء الحكومات قبل ست سنوات ونجح، ومن حقه اليوم أن يطمح الى زعامة سياسية هو مؤهل لها، وقد لا يخفى عليه ان إضاعة الفرصة الحالية قد تكون قاتلة سياسيا. الثانية، ان استمرار التعثر في تشكيل الحكومة في ظل المتغيرات والتحولات العربية، قد يفضي غدا الى تسوية سياسية تُفرض على لبنان من الخارج، وتطيح ميقاتي لمصلحة «حكومة ملوّنة» بقيادة زعيم سياسي يقف وراء الباب، وهو ما أوحت به صحف ووسائل إعلام لبنانية وعربية قبل أيام. تسوية مفروضة من هذا النوع «من أجل مصلحة لبنان واستقراره» من شأنها أن تحرق أصابع الكثيرين في الاكثرية الجديدة اذا ما اضطروا للسير فيها، وفي الطليعة «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، فضلا عن الرئيس المكلف نفسه. من هنا تصبح «حكومة كيفما كان» أفضل من الوضع القائم ومما قد يكون. |
تحية الافتتاح
-
واصف عواضة السفير 5 كانون الاول 2010 ما كان «أبو ماهر اليماني» يشتهي الانتقال الى جوار ربه في ظروف أسوأ من هذه الظروف التي تمر بها فلسطين...
-
واصف عواضة السفير 1 حزيران 2011 سيدي صاحب الغبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى. قرأت بكثير من الغبطة والحبور ك...
-
Dale un vistazo a la actividad en tu perfil de Twoo Gente interesante en Twoo ...
-
الى جميع الاصدقاء والاحبة تحية طيبة من القلب يسعدني ان افتتح هذا الموقع وأضعه في خدمة الجميع آملا التوفيق في هذه المهمة مع خالص محبتي ...
-
مرسوم رقم 5818 1- نجيب ميقاتي رئيسا لمجلس الوزراء(سنة) 2- سمير مقبل نائبا له،(ارثوذكس- رئيس الجمهورية) 3- طلال ارسلان وزير دولة(د...
-
واصف عواضة الجمعة 11 آب 2012 السفير لا يبالغ مسلسل «الغالبون ٢» الذي تعرضه قناة «المنار» خلال شهر رمضان الحالي، في تظهير «دولة الجلب...
-
Dale un vistazo a la actividad en tu perfil de Twoo Gente interesante en Twoo ...
-
كان ملك الأردن عبد الله الثاني أول من تحدث عن «الهلال الشيعي» الذي يمتد من طهران الى بغداد فدمشق فلبنان. وقبل أيام نسبت اليه بعض وسائل الاعل...