06‏/02‏/2012

«آدمي» آخر.. يمضى!

واصف عواضة
السفير
نتفق او نختلف مع نسيب لحود, ليس هذا هو الموضوع. المهم، لا خلاف على أن الرجل كان من صفوة «الأوادم» في البلد. ولا يُحمِّل أحد ضميره ذرة من النــدم إذا ما قال انه رجل محترم, عصامي, نظيف الكف, عفيف اللــسان, حسن المعــشــر, صادق مع نفسه ومع الآخرين, وتلك صفات ندرت في أهل السياسة في لبنان.
لم يغب نسيب لحود صباح امس. لقد غاب منذ دهمه المرض قبل سنتين, وخسرت الساحة السياسية اللبنانية رجلا, يُشرِّفك ان تصادقه كما يُشرِّفك ان تعاديه, لأنه صديق صدوق وخصم شريف.
كانت لديه أحلام كبيرة لم تتحقق. وأكبر أحلامه ليس الوصول الى المواقع كيف ما كان. كان يرغب ان تتوسله المواقع لكي يتمكن من تحقيق ما يحلم به للبلد وأهله, لكن الرجل صُدِم بالحلفاء مثلما صُدِم بالأعداء, الا انه لم يؤثر الانطواء في السياسة, بل ترك مسافات بينه وبين أهلها حتى من قبل ان يدهمه المرض.
لسنا لنعدد مآثر نسيب لحود بعد رحيله, لكن غيابه يذكرنا مرة أخرى بأن البلد لم يخلُ بعد من الأوادم.
رحم الله نسيب لحود, وأسكنه فسيح جنانه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحية الافتتاح